عن فيـلـبي وأوراقه..

لا أعلم كيف تاهت هذه الرسالة بين أوراقي أو أوراق بريد الجريدة؟! فرسالة صديقنا الدكتور فهد السماري لها قيمتها لا كتعقيب من مسؤول. وإنما من كونه أستاذاً للتاريخ السعودي وعاشقاً له.. مما يجعلني أفسح المجال أمام رده في زاوية اليوم:

(اطلعت على مقالكم المنشور في صحيفة “الرياض” يوم الاحد 1425/4/18هـ بعنوان (عبدالله فيلبي في بيت حمد الجاسر) وقد سعدت بتناولكم أحد الموضوعات المتعلقة بتاريخنا الوطني، وهذا يدل على اهتمامكم المعهود بمصادر تاريخ المملكة العربية السعودية وعنايتكم بكل ما يسهم في خدمة تاريخ الوطن وتراثه.

وقد أشرتهم في ثنايا هذا المقال عن دارة الملك عبدالعزيز وهل حصلت على نسخ من وثائق فيلبي ويسعدني الإشارة بهذه المناسبة إلى أن دارة الملك عبدالعزيز قد وقعت اتفاقية تعاون مع مركز دراسات الشرق الأوسط التابع لكلية سانت أنتوني بجامعة أكسفورد قبل ما يقرب من ثلاثة أعوام بما يتيح إقامة عدد من المشاريع البحثية المشتركة في مجال الدراسات التاريخية والوثائق الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط وخاصة أوراق عبدالله فيلبي.

وبناءً على هذه الاتفاقية تمكنت الدارة من الحصول على أصول جميع الرسائل في مجموعة فيلبي التي تحمل توقيع الملك عبدالعزيز بالإضافة إلى أصول الوثائق المكتوبة باللغة العربية التي تشتمل عليها مجموعة فيلبي إضافة إلى نسخة من جميع الوثائق المتعلقة بتاريخ المملكة باللغة الانجليزية على ميكروفيلم، كما حصلت الدارة على نسخة من الصور الفوتوغرافية لمجموعة فيلبي والموجودة في مركز الشرق الأوسط ويقدر عددها بأكثر من أربعة آلاف صورة.

وتحتوي الأوراق الخاصة لفيلبي على وثائق ذات أهمية كبيرة لتاريخ المملكة العربية السعودية ومنها بعض المراسلات بين الملك عبدالعزيز وزعماء القبائل حول الشؤون المتعلقة بوسط الجزيرة العربية خلال الفترة 1918- 1923م، ولهذا عقدت الدارة تلك الاتفاقية مع جامعة أكسفورد.

وتتيح هذه الاتفاقية بين الدارة وكلية سانت أنتوني تحقيق التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك والمتعلقة بتاريخ المملكة، وتوفير التسهيلات للباحثين، إضافة إلى دعم الدراسات وتبادل الخبرات والوثائق المتوافرة لدى الطرفين والنشر المشترك، وإقامة المناشط المختلفة مثل المعارض والندوات والمحاضرات.

وقد نظمت جامعة أكسفورد يوم الأربعاء الموافق 2003/10/25م المحاضرة الأولى في برنامج محاضرات الملك عبدالعزيز السنوي بعنوان (ألمانيا والمملكة العربية السعودية – المواجهات في القرن العشرين) قدمها البروفيسور هلموت مايشر أستاذ التاريخ بجامعة هامبورج.

كما تقوم دارة الملك عبدالعزيز حالياً بالإعداد لعقد ندوة علمية عن فيلبي وإسهاماته التاريخية وعرض وثائقه ونشرها لخدمة الباحثين والباحثات وسوف يُدعى لها أهل الاختصاص من داخل المملكة وخارجها، كما تعد الدارة منذ فترة إلى نشر الوثائق العربية المحفوظة ضمن أوراق فيلبي ونشر بعض الكتب الخاصة بفيلبي والتي لم يسبق نشرها.

وتسعى دارة الملك عبدالعزيز بدعم واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز إلى التعاون المشترك مع مختلف المراكز والهيئات العلمية من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها لحفظ مصادر تاريخ المملكة وتراثها.

أكرر شكري وتقديري على جهودكم وتعاونكم الدائم مع دارة الملك عبدالعزيز التي تسعد بطرح الملاحظات والمقترحات والعناية الدارة هي في الحقيقة خدمة لهذا التاريخ والتكامل مع المهتمين الباحثين في هذا الوطن العزيز.

وتقبلوا خالص تحياتي

د. فهد بن عبدالله السماري

الأمين العام

أحدث التعليقات

الأرشيف

Newsletter
Ads
Comments
All comments.
Comments