المثقف المنفتح على أرجاء الوطن
فؤاد نصرالله مجلة الخط – العدد 37 16 / 2 / 2014م – 7:11 م
عندما تقوم بقراءة سيرة موجزة للكاتب والإعلامي المعروف وعضو مجلس الشورى الأستاذ محمد رضا نصرالله، فسوف يضعك هذا على الفور أمام واحد من المثقفين الحقيقيين في الوطن، وقبل هذا فهو واحد من مشاعل التنوير والتحديث في الدائرة الإعلامية التي أعطى فيها عطاء وفيرا، عدا المكانة المرموقة التي يحتلها على الصعيد الإجتماعي في المملكة واضطلاعه بدور كبير في تبني قضايا الوطن والعمل على إنجاز الحلول الشافية لها.
ربما كان من النخبة المثقفة القليلة التي حرصت على أن تظل مرتبطة بمسقط الرأس، فهو يستمد منه الكينونة وكل معاني الأصالة، والتمسك بالجذور.
هو من مواليد القطيف عام 1953م، وفيها تلقى تعليمه الأولي: الابتدائي والمتوسط والثانوي، بعدها انتقل إلى الرياض للدراسة في كلية الآداب بجامعة الملك سعود، حيث حصل على بكالويوس الآداب منها. وقد بدأ مشواره الصحافي في جريدة ”اليوم“، ثم في مجلة ”اليمامة“، ثم مشرفاً ثقافياً في ”الرياض“، فمديراً لتحرير ”الرياض الأسبوعي“ عام 1982 م.
وبنظرة فاحصة لجذور محمد رضا نصر الله، نجده ينتمي إلى القطيف هذه المنطقة الشهيرة بعلمائها الأفاضل، وبمثقفيها الكبار، فهو ينحدر من أصول عائلة لها دور فاعل في تاريخ المملكة قبل التأسيس على يد المغفور له الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، والذي تواصل بقوة بعد ذلك حتى وقتنا هذا.
إن صلة عائلته العريقة تضرب في أعماق الزمن، منذ الشيخ ناصر بن نصرالله قاضي القطيف في عهد الإمام فيصل بن تركي، وكذلك زعيمها الأول أحمد بن مهدي بن نصرالله قائم مقام القطيف في عهد الدولة السعودية الثانية، وزعيمها الثاني عبدالله بن نصرالله معتمد الملك عبد العزيز في القطيف، وبينهما آخرون أوقفوا معظم ثرواتهم على أعمال الخير والإحسان والبر، وغيرها.
لو حاولنا أن نطرح سؤالا محايدا حول طبيعة هذه التركيبة الفريدة التي جعلت محمد رضا نصرالله بهذا التنوع، نواجه حقيقة أننا أمام كاتب يمتلك قدرا كبيرا من الثراء المعرفي؛ فقد ولد بالقرب من نخيل القطيف، وعرائش مزارعها الخضراء، وهو في ذات الوقت توجه ببصره مبكرا نحو الجزيرة العربية بامتدادها الصحراوي المثير، ليكتشف عروبة المشاعر الثقافية التي تنامت عبر انتقاله إلى الرياض العاصمة، ومنها كانت انطلاقته القوية في مختلف أرجاء الوطن العربي من خليجه إلى محيطه.
إن سكان تلك المناطق التي شهدت طفولته، من القطيف إلى البصرة، ينحدرون من قبائل عربية، نزح أبناؤها من نجد إلى حيث مجاري المياه المندفعة في العيون الجوفية بالقطيف والإحساء، أو المتدفقة عبر سيول الأنهار في العراق.
تلك الشفرة الجغرافية المثقلة بعناصر التاريخ كانت ذات أثر عميق في التركيبة المزاجية لهذا المثقف الأصيل.
تتسم رحلة محمد رضا نصرالله بعدة سمات، من أهممها: انخراطه في العمل الثقافي بكل طاقته الإبداعية، وتصديه للعمل الإعلامي بطريقة جعلت من برامجه الإذاعية والتلفزيونية مثار اهتمام المجتمع كله لا الشريحة المثقفة وحدها، مع طرحه المستمر للقضايا المسكوت عنها في المجتمع بكل جرأة، وشجاعة، ومهنية إضافة إلى أنه ظل حريصا على كتابة مقالاته في موضوعات متنوعة في الأدب والاجتماع والسياسة بقدر كبير من الشفافية والموضوعية، إضافة إلى فاعليته في كل دوائر الثقافة الرصينة.
كلنا نتذكر برنامجه الشهير ”الكلمة تدق ساعة“ والذي بدأ بثه منذ عام 1979م، واستمر يحصد نجاحا بعد نجاح لعدة دورات حين كان يقدم على استضافة أبرز رموز الأدب على امتداد الوطن العربي ليطرح قضايا عصرية بشكل منهجي غير مسبوق، مما جعل هذا البرنامج سابقا لعصره في الساحة الخليجية والعربية.
كانت اختياراته للضيوف تنم عن حصافة عقل وسعة أفق وقدرة على تنويع مصادره، فقد سجل مع نخبة من كبار المفكرين والأدباء والشعراء على امتداد الوطن العربي، مثل: الكاتب المسرحي توفيق الحكيم، الروائي نجيب محفوظ، الفيلسوف د. زكي نجيب محمود، الكاتب المسرحي نعمان عاشور، القاص يوسف إدريس، الكاتب أحمد بهاء الدين، الشاعر محمد مهدي الجواهري، الشاعر علي أحمد سعيد ”أدونيس“، الشاعر بُلند الحيدري، الشاعرة فدوى طوقان، الشاعر سميح القاسم، الكاتبة عائشة عبدالرحمن ”بنت الشاطئ“، الروائي الطاهر وطار، الأكاديمي حسن ظاظا، الناقد د. شكري عياد، والشاعر اللبناني سعيد عقل، أحمد سوسة، عبد الكريم غلاب، عبد الله القروي، محمد بن عيسى، محمد مزالي، والهادي نويرة، الشاذلي القليبي، عبد الحميد بن هدومة، علي مصطفى المصراتي، فاروق الشرع، حنان عشراوي، فيصل الحسيني،، أحمد كمال أبو المجد، صموئيل هنتجتون صاحب نظرية ”صراع الحضارات“ وبول فندلي، مراد هوفمان، ومن الدائرة المحلية وهو ما يعد رصدا أمينا للكبار المؤثرين كل من: الكاتب ا أحمد السباعي، الكاتب محمد حسن عواد، الشاعر المكي حسين سرحان، المؤرخ حمد الجاسر، الكاتب محمد حسن فقي، الكاتب عزيز ضياء، الكاتب عبد الله بلخير، حسن بدوي، وغيرهم.
ولا يمكن أن يغيب عن بالنا تواجده محليا وعربيا في أغلب المؤتمرات الثقافية والأدبية، مثل مهرجان الجنادرية، وملتقى التنمية الخليجي، ومهرجان أصيلة بالمغرب، ومعرض القاهرة الدولي للكتاب، والمربد وغيرها.
لا أظن المتابع الأمين يتغافل عن دوره كناشط ثقافي ومثقف عضوي حين ساهم في تأسيس نادي الرياض الأدبي عام 1974م، وشارك كذلك في تقديم طلب إنشاء نادي الشرقية الأدبي.
مثل هذا الحضور الثري لم يكن ضربة حظ بل نتيجة ترتيب الأولويات فقد ظل مشغولا على الدوام بفكرة انتقال مركز الثقافة العربية من المراكز التقليدية إلى مراكز أخرى نشطة كان لها أن تلعب دورا أكبر تأثيرا، وهو ما تجلى بوضوح في حركته الواسعة للمشاركة في اجتماعات خطة التنمية الثقافية في المنطقة العربية، والتخطيط لبرامج الثقافة والفنون، وندوات ثقافية سعودية وخليجية عبر تخصصه الإعلامي الفريد.
وتعد مساهمته في إعداد الأوراق الإستراتيجية لمؤتمر وزراء الثقافة لدول مجلس التعاون الخليجي عام 1985 م شيئا مهما لتحقيق التواصل الثقافي والإعلاء من قيم التبادل الثقافي على أرضية مشتركة من الوعي بتحولات المرحلة، وتشابكاتها المثيرة التي لم تغب عن فطنته.
لاشك أن عضويته للجنة التحضيرية لندوة الحوار بين الحضارات كان لها أكبر الأثر في التعرف على الموجات الثقافية التي راحت تعزز شواطيء الخليج بشيء من القوة.
حين نستعرض تجربته مع التلفزيون السعودي سندرك أي ثروة ثقافية أضافها هذا الرجل إلى رصيد المكتبة العربية المرئية والمسموعة، فقد سجّل ما يتخطى ألف ساعة تلفزيونية مع أدباء، ومثقفين، ومفكرين، وفلاسفة عرب، وساسة، وعلماء اجتماع، على امتداد العالم العربي، من خلال البرامج التلفازية التي تتالت متخطية مثيلاتها على امتداد الرقعة العربية، نذكر في هذا الشأن بالإضافة لما ذكر عن ”الكلمة تدق ساعة“، وهو في مرحلة مبكرة هناك برامج أخرى هي ”وجهاً لوجه“، ”حدث وحوار“ في التلفزيون السعودي، ومنها حدث الانتقال النوعي مع برنامج ”مواجهة مع العصر“ و”هذا هو“ عبر محطة ال MBC.
في برنامج ”مواجهة مع العصر“ نجح في استضافة عدد من الشخصيات المسكوت عنها إعلاميا، فقدم المبدعة السورية الدكتورة رنا قباني مؤلفة كتاب «أساطير أوروبا عن الشرق»، وسجل ثم بث أكثر من حلقة مع الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان، التي كانت تعيش وقتها حالة اختفاء اختياري حيث نجح في استدرجها للحديث عن تجربتها الثرية بعد محاولات للهروب من المواجهة.
كما التقى بمهارته المعهودة بزوجة الناقد المصري الكبير الدكتور محمد مندور، وهي الشاعرة ملك عبد العزيز حيث قدمها في برنامج «هذا هو» قبل وفاتها بسنوات قليلة، والدكتورة عائشة عبدالرحمن التي لها صلات حميمية مع القطيف وأهلها، والشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة، والدكتورة وداد القاضي أستاذ الأدب العباسي في جامعة شيكاغو، والمستشرقة الأمريكية مريام كوك المتخصصة في دراسة الأدب النسوي العربي، والباحثة الأكاديمية الدكتورة منى أبو سنة، والمثقفة الفلسطينية حنان عشراوي، وغيرهن.
حين نقترب من أجواء تصوير تلك البرامج نعرف عدة أمور أساسية في الرجل، فهو كان يقرأ كل ما كان يصل إلى يده من كتب من يلتقي معهم في حواراته الساخنة، كما كان يتيح لضيوفه عرض وجهة نظرهم كاملة، فلم يكن يفرض على ضيوفه إيقاعا ما، بالإضافة إلى قدرته على قراءة عقل الضيف والاقتراب من أسرار معمله الفني أو الأدبي؛ لذا فقد كان طبيعيا أن يستدرج هؤلاء المثقفين للإدلاء بمعلومات وحقائق ووجهات نظر جريئة، لم يكن من السهل على غيره أن يصل إليها بما يمتلكه من روح شفافة وأريحية لا تغيب عن أحد، وكان من نتيجة تلك الجهود غير المسبوقة أن الكثير من المؤسسات العربية والأوربية بل والأمريكية حرصت على الاحتفاظ بالكثير من نسخ برامجه الناجحة.
حدث هذا التأثير في مختلف المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بالإضافة للدور الثقافي المعروف، لذا لم يكن نبوغ هذا الفارس من فراغ، بل هو نتيجة تواصل تاريخي حميم مع المعطى الوطني الذي ترسخ بإنجازات رجالات شاركوا في مشروع النهضة.
تميز نصرالله بقدرته على الحوار مع الرموز العربية الأصيلة، ولم يكن هذا ممكنا بغير استيعابه دروس التاريخ، وقدرته على فهم الثقافة العربية، والنصوص الأدبية التي تشربها من خزائن الكتب التي نهل من كنوزها الثرية.
لقد أدرك نصرالله أنه ينبغي أن يتسلح بترسانة هائلة من القراءات الموثقة وهو حين يفعل ذلك ينفتح على حقول ثقافية متنوعة حيث يؤمن بمقولة أن ازدهار الثقافة تعني القبول بالتعدد والتسامح مع من يختلف معنا في الرأي.
لذلك بات واضحا أن محمد رضا نصرالله، اكتسب ثقة تأكدت بانفتاح معرفي حقيقي على حقول ثقافية من مختلف الاتجاهات، فهو لا يخشى المختلف معه بل يدير معه حوارا يعتمد على الثقة بالنفس، والإيمان بقدراته على الفهم والاستيعاب، ومن أجل هذا نجح الرجل في استيعاب الاختلافات والانطلاق من مساحات مشتركة مع الآخرين.
إنه يمتلك ذاكرة تفتحت على رؤية عميقة لمعطيات التاريخ، وفهم أصيل لخريطة المستقبل، إذا ما تعلق الأمر بخطة نهوض الدولة، وتحديثها الواعي المستمر.
كما أنه يؤمن بأن الوصول إلى الحقيقة أمر محفوف بالمخاطر، وأن مهمة الصحافي الحقيقي تتمثل في قدرته على إدارة الصراع مع أطراف أخرى بحيث يتسلح دائما بالمعرفة والفهم واستيعاب مفهوم النسبية.
وهو يهتم أيضا بقضايا الساعة الساخنة، ويطرق الحديد وهو ساخن، وينشغل تماما بالبحث عن التحولات العميقة التي تمس المجتمع، ويراهن دائما على وعي الأجيال الجديدة التي تجترح آفاقا لا نهائية للانطلاق نحو الغد.
يغترف من مخزونه الثقافي، ويعمل على اقتناء الكتب الجديدة كي يراكم خبراته الثقافية، ويعمق مساراته الأدبية، والجميل في الأمر أنه لا يحبس ذاته داخل الغرف المغلقة بل تراه دائما في حالة تواصل مع الشارع، محاولا الشعور بالنبض الحي الذي يمنحه العافية وصحة الوجدان والعقل.
كتب عن الشريف الرضي، وعن الشاعر القطيفي جعفر الخطي، وعن الحركة الأدبية في البحرين، وعن الشاعر إبراهيم العريض، والباحث الدكتور علوي الهاشمي، والدكتور غازي القصيبي وآخرين، كما عالج قضايا ثقافية محلية بقلم أنيق، لا يعرف الارتباك أو التقعر.
ذلك عقل ناضج، وذاكرة مرتبة، وثقافة تشربت نصوع الرؤيا وإمكانية التحديث مع احترام التراث كقيمة، حيث تغذت ذائقته على مكتبة والده الحاج منصور بن الحاج حسن نصرالله بذخائر نادرة من كتب التراث ناهيك عن الدواوين الحديثة التي تشربها منذ البدايات الأولى.
نضج وعيه بكتب لها مرجعية قوية مثل كتاب «تاريخ التمدن الإسلامي» لجورجي زيدان، ودواوين علي محمود طه، ومحمود حسن اسماعيل، وابراهيم ناجي وغيرهم. وقد فتنته قصائد شعراء المهجر بنبراتها الشجية الحزينة، فهناك جبران خليل جبران، وميخائيل نعيمة، وإيليا أبو ماضي.
أحسب أن هذا الحس الرومانسي الشفاف ظل لصيقا بذاكرة هذا الإعلامي الأصيل ابن القطيف الذي تجاوز حدودها لينطلق في أنحاء المملكة كلها ثم ليتجاوزها ليكون مؤثرا على النطاق العربي كله.
ظلت كتب الأدب والتاريخ والفكر تلح على ذاكرته ثم توسع في معارفه، فزار معارض الفن التشكيلي واستحسن الموسيقى العربية، وشغف بالأثر الشعبي في المعمار، وشيئا فشيئا تشكلت سبيكة ذهبية من خلاصة تجاربه في مختلف دوائر الفعل الثقافي المعاصر.
في الجامعة عرف معنى أن يكون الأستاذ أكاديميا حقيقيا، ينهل من معارفه، وليس كل دكاترة الجامعة ينطبق عليهم هذا الوصف، لذلك ترك أساتذة من طراز الدكتور شكري محمد عياد، والدكتور حسن ظاظا، أثرا عميقا في نفسه، حيث وجد لديهم العطاء النادر، والفكر الثاقب؛ فهو يمتلك من الصراحة والوضوح ما يجعله يمتلك الميزان الموضوعي للتقييم، بعيدا عن الأحكام المتسرعة.
كثيرون يرصدون مسيرة محمد رضا نصر الله الحافلة بالإنجاز، ويتوقفون أمام النتائج دون المقدمات، وأحسب أن هناك بعض الصفات والمناقب منحته هذا التوجه وحددت أسباب النجاح، من بينها الجرأة في مواجهة التغيرات، وامتلاكه القدرة على التحمل والصبر والثبات أمام المتغيرات إضافة إلى حسه الاجتماعي الفطري الذي بموجبه تمكن من نسج علاقات واسعة مع عدد كبير من الرموز السياسية والفكرية والثقافية بالمملكة.
على امتداد سنوات طويلة عرض محمد رضا نصرالله، في برامجه التلفزيونية، مختلف التجارب الثقافية باتزان، مبتعداً كلما أمكن عن أساليب الاستفزاز، التي وقع في فخاخها المغرية بعض كتاب الحداثة الشباب، قبل أن يتملكوا أدواتهم التعبيرية، مما وضعهم في مواجهة رياح غير مواتية، أطاحت بتلك التجارب الغضة رغم نبل غاياتها.
لاشك أن عضوية محمد رضا نصر الله بمجلس الشورى وضعته على المحك تماما، فحمل عبء حل الكثير من الإشكاليات التي تواجه المجتمع، وهو في هذا المجال فكر باستمرار خارج النمط، وهو ما تمثل في اقتراحه الجريء بتفكيك وزارة الشؤون الاجتماعية إلى وزارتين، الأولى ل «التنمية الاجتماعية»، والثانية ل «المرأة والطفولة».
إنه يرى أن تطور المجتمع السعودي نشأت معه مشكلات مصاحبة دعت إلى الحاجة إلى تنمية برامج الأسرة والطفولة، وتمكين المرأة من المشاركة في برامج وخطط التنمية الوطنية، والمحافظة على بنية الأسرة، وحماية المرأة من العنف، وهو ما يدعو في شكل ملحّ إلى تحويل وكالة الرعاية الاجتماعية في الوزارة إلى وزارة لشؤون المرأة والطفولة.
يقول في إحدى المقابلات التي أجريت معه: ”أما الخيار بين الثقافة ومنصب المحافظة، فإنني استمد قيمتي في بلادي من كوني صاحب قلم اكتب به منذ قرابة الثلاثين عاماً.. أما الحساسية التي تنتاب البعض من علاقة المثقف بالسلطة فهي لا تنتابني.. فهي علاقة مشروعة متى ما تمت في إطار المصلحة الوطنية“ 2002م.
وهكذا تشكل وجدان هذا الرجل فصار ملْ السمع والبصر متسلحا بثقافته وعراقة أرومته، وأصبح يشارك في كل المحافل التي تهدف لتطوير الفعل المجتمعي نحو مشاريع تليق بالمجتمع السعودي، تطلعا إلى أن يكون في المكان اللائق تحت شمس التقدم.
تحية لفارس نبيل، كريم، واثق الخطا، يسعدنا دوما أن ينتمي لتلك البقعة الطيبة من أرض وطننا الغالي.